سيف الدين حسن العوض - ماليزيا
على الرغم من التوسع التعليمي الحادث في العالم ابتداءً من تعليم الصغار إلى تعليم الكبار، إلا أن الإعلام قد اتسعت آثاره وتعمقت في قطاعات عريضة بما يملكه من وسائل اتصال جماهيرية تقليدية (تلفزيون، إذاعة وصحف ومجلات) ووسائل إعلام جديدة (التلفزيون النقال، والتلفزيون عبر الإنترنت، وأقمار اصطناعية..الخ) حتى أصبح عصرنا الحالي يعر
ف بعصر الإعلام أو عصر الانفوميديا (وذلك إشارة لدمج وسائل الإعلام مع وسائل المعلومات) لا لأن الإعلام ظاهرة جديدة في تاريخ البشر، بل لأن التقنية الحديثة في مجال الإعلام والاتصال قد بلغت غايات بعيدة جدًا في سعة الأفق وعمق الأثر وقوة التوجيه، وكلما كانت الأداة الإعلامية أكثر قوة وانتشارًا كانت المسؤولية المترتبة على حملها أخطر.
والتربية بحاجة مستمرة إلى عمليات الإعداد والتدريب والارتقاء الدائم والمتواصل بمستوى الأداء الذي يجب أن تكون عليه، كذلك مستوى التربويين والإعلاميين على السواء. والإعلام والتربية - كما شبههما خبراء التربية - جناحا طائر، لا تحلق أمة من الأمم في عوالم المعرفة إلا بهما معًا، والمسؤولون في كل من القطاعين مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن ينسقوا عملهم ليكمل بعضه بعضًا، ويفيد بعضه بعضًا، ويكون مثلهم في ذلك مثل الجسد الواحد الذي يتداعى كله لألم بعضه.
قد استطاعت التربية (ممثلة في المدرسة إلى حد ما) أن تؤقلم نفسها مع منازعة المنزل لدورها، فتارة تتفوق التربية وينقص دور المنزل وتارة العكس. لكن التربويين كانوا على دأب في محاولاتهم لتضييق الفجوة، إلى أن برز الإعلام منافسًا للمدرسة في السيطرة لا على الطفل أو الشاب ولكن لينافس الوالدين أيضًا في عملية القيام بنقل التجارب والعادا
ت والعبادات والمهارات إلى النشء، ولم ينتبه التربويون إلى هذا القادم الجديد ويتأكدوا من أبعاده إلا وطغى عليهم بوسائله المتقدمة ومحتوياته الجذابة.
لقد برز الإعلام مسليًا مربيًا معلمًا شاغلًا مشغلًا يظهر كل يوم بوجه وفي كل فترة بأسلوب وتقنية جديدة مما جعل التربية بوسائلها المحافظة وتطورها التدريجي الحذر تفقد سيطرتها على أرضيتها. لقد أعلنها الإعلام صراحة أنه يقوم بدور تربوي، وأن على التربية أن تقبل بهذا الدور وترعاه حتى لا يفوتها قطاره السريع جارفًا معه الأجيال الى حيث لا تريد.
تسعى دول العالم قاطبة الى التنمية الشاملة تحقيقًا لطموحاتها وآمال شعوبها في بناء مستقبل أكثر إشراقًا، وتهتم بعنصري التربية والإعلام لبناء ذلك المستقبل، وبين التربية والإعلام أرضية مشتركة، ووشائج قوية لدرجة يمكن معها القول: إن العملية الإعلامية في بعض جوانبها عملية تربوية، وإن العملية التربوية في بعض جوانبها عملية إعلامية.
ولتقارب هذه الصلة بين التربية والإعلام، فإن تنافسًا حادًا قد نشأ بينهما في سبيل أداء هذه الرسالة أدى إلى تبادل الاتهامات، حتى أوشكت العلاقة بينهما على الانفصام التام. وعلى الرغم من التوتر الحادث بين التربويين والإعلاميين، فإن أيًّا منهم لم يستطع حسم هذا التوتر بالقطيعة، فالتربية لازالت وستبقى الرافد الأساسي للإعلام، والإعلام بما يملكه من وسائل طباعية وسمعية وبصرية وإلكترونية حديثة أصبح من أدوات العملية التربوية التعليمية ووسائطها في توصيل مادتها.
فالتربية بمعناها المقصود هي تلك العملية القصدية التي يتم عن طريقها توجيه الأفراد للنمو، وبمعناها الواسع: الحياة بكل ما تشتمل عليه من خبرات وعلاقات. والإعلام في أساسه عمليه تزويد الأفراد بالأخبار والمعلومات والحقائق لتكوين رأي عام صائب تجاه مشكلة من المشكلات التي تواجه المجتمع.
وهذه الورقة تناقش فاعلية تدريب المعلمين للتعامل الواعي مع وسائل الإعلام، من خلال ما يسمى بمحو الأمية الإعلامية، أو ما يمكن أن نسميه التربية الإعلامية أو الوعي الإعلامي. وبما أن هذا الموضوع يشمل مجالات عديدة ومتشعبة يصعب حصرها وتناولها في هذه العجالة فسأتحدث عنه في عدة محاور رئيسة.
مفهوم محو الأمية الإعلامية
مفهوم محو الأمية الإعلامية، أو التربية الإعلامية ليس بجديد، فقد ظهر في أواخر الستينيات، إلا أن فهم هذا المصطلح تطور بدرجة كبيرة حيث ركز الخبراء على إمكانات استخدام أدوات الاتصال لتحقيق منافع ملموسة، كوسيلة تعليمية. وبحلول السبعينيات بدأ يُنظر إلى التربية الإعلامية على أنها تعليم بشأن الإعلام، وبشأن تكنولوجيا وسائل الإعلام الحديثة، وبشأن التعبير عن الذات بوصفه جانبًا من المعرفة الإنسانية الأساسية. وكثيرًا ما كان يُنظر إلى التربية الإعلامية على أنها مشروع دفاع يتمثل هدفه في حماية الأطفال والشباب من المخاطر التي استحدثتها وسائل الإعلام، وانصب التركيز على كشف الرسائل المزيفة والقيم «غير الملائمة» وتشجيع الطلاب على رف
ضها وتجاوزها. غير أن التربية الإعلامية أخذت تتجه صوب اتباع نهج ذي طابع تمكيني أوضح (مهارات التعامل)، حيث يهدف إلى إعداد الشباب لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم، وحسن الانتقاء والتعامل معها، والمشاركة فيها بصورة فعاله. كما أن التربية الإعلامية هي التعليم والتعلم بشأن الإعلام، فالأطفال والشباب هم المستهلك الرئيس للخدمات الإعلامية، وبالإضافة إلى ما يختارونه بأنفسهم من مواد إعلامية يشغلون بها أوقات فراغهم، يستمد الأطفال جانبًا هامًا من تعلمهم من وسائل الإعلام، فقد أصبح الإعلام جزءًا من خلفيتنا الثقافية التي تحيط بالصغار والكبار على حد سواء، ولذا يستحق أن يدرس كمجال قائم بذاته. وهنا يجب التفريق وعدم الخلط بين التربية الإعلامية وبين استخدام وسائل الإعلام «كوسائل تعليمية».
ويرى العلماء أن محو الأمية الإعلامية هي في الواقع نتيجة تقارب ثلاثة أنواع ضخمة من المعارف: الدراسات الإعلامية (الصناعات، والمحتوى، والآثار)، والفكر الإنساني (كيف يستعرض الجمهور الرسائل ويبني أو يشكل المعاني)، واالتربية (كيف نساعد الناس على الوصول إلى المعلومات، تطوير المهارات، ويصبحوا واعين ومتعلمين). محو الأمية الإعلامية ليست مجرد تقاطع هذه الأبعاد الثلاثة وإنما هي عملية تضم هذه الأبعاد الثلاثة بأسرها.
هناك نقطة جوهرية يجب عدم إغفالها أو التغافل عنها، فشباب المسلمين اليوم مستهدفون أكثر من أي وقت مضى في وعيهم وثقافتهم وهويتهم الدينية، فهم المجال الحيوي الذي تعمل عليه كثير من المؤسسات الإعلامية العالمية من أجل غسل أدمغتهم، أو إقناعهم بفكرة أو مشروع معيّن، أو إلهائهم عن قضاياهم الكبرى، وما لم يكونوا مسلحين بالوعي الإعلامي من خلال محو الأمية الإعلامية فإنّ التيار جارف يكتسح كل معصوب العينين. وعلى هذا، يتعيّن أن يحصل الشباب على موارد الوعي ومصادره في دوائره المتعددة التي من أبرزها المدارس والجامعات، وإلاّ كانوا ضحايا لأكثر من (مفترس)، وقد لا يكون مفترسًا في الظاهر لكنّه يعمل من وراء ستار لافتراسهم.. ولا نجاة إلاّ بمزيد من الوعي.
أولاً: أنواع الوعي:
تتعدد أنواع الوعي في حياتنا اليوم، فهناك الوعي الديني وهو من الأهمية بمكان بحيث مالايستقيم أمر المؤمن إلا به، فهو هو فرض عين وما دونه فرض كفاية، وهناك الوعي السياسي، وهناك الوعي الاقتصادي وتتفرع من كل هذه الأنواع أنواع أخرى من الوعي المهمة يضيق المجال هنا عن ذكرها جميعها. ولكن ما يهمنها هنا هو الوعي الإعلامي لانه هو الناقل لأغلب أو لكل هذه الأنواع من الوعي.
وفي الوعي الإعلامي نحتاج إلى معرفة:
- الجهة الإعلامية المسوّقة (المُرسِل).
- المضمون الإعلامي (الرسالة).
- الجهة التي تبث إليهم تلك الرسالة (المُستقبل).
فمعرفة هذه الأمور الثلاثة ضرورية حتى لا نقع في التضليل الإعلامي، لأنّ المتلاعبين بالعقول والعواطف في أجهزة الإعلام ووسائله المختلفة من الكثرة، بحيث يندر الصفاء الإعلامي.
والمراد بالجهة الإعلامية المسوّقة، تلك التي تقف وراء إعلام ما، تخطط له وترسم له طرق الوصول إلى المتلقّي سواء كان مشاهدًا أو مستمعًا أو قارئًا، وتضع له أهدافه الثابتة والمتغيرة، وقد تكون جهة رسمية أو أهلية، لكن معرفة ذلك وإدراكه جيِّدًا يحدد درجة الثقة بهذه الوسيلة الإعلامية أو تلك.
والمراد بالرسالة الإعلامية، مضمون المواد والبرامج والفعاليات التي يقدمها الإعلام، وبإمكانك أن تقرأ هوية الذين يقفون خلف هذه الرسالة من خلال الرسالة نفسها. فبالمتابعة الدقيقة والمستمرة سيتضح لك بأنّ طبيعة المادة الإعلامية المرسلة كاشفة إلى حد بعيد عن هويّة المُرسل، وقد لا تعرفهم بالوجوه والأسماء، لكنّك تعرفهم بالتوجهات.
وأمّا المراد بالمُستَقْبِل، فهو أنت وأنا وسائر المستمعين والمشاهدين والقرّاء من مختلف الشرائح، أي إنّنا المُستهدفون من الرسائل الإعلامية التي تدرس طباعنا وأمزجتنا وأذواقنا وغرائزنا وردود أفعالنا لتخاطبنا من خلالها.
وما لم نعِ ما يراد بنا من خلال وسائل الإعلام فإنّنا واقعون في فخ التضليل الإعلامي والإثارة الإعلامية بل والتسمم الإعلامي.
غير أنّ هذا لا يعني أن مواد الإعلام مسمومة كلّها، فالوعي الإعلامي، كما يفرز السلبي الرديء، يفرز الإيجابي النافع، وبذلك تتوازن النظرة إلى الإعلام.
العديد من الاستراتيجيات اتخذت من جانب البلدان التي ينخفض فيها إنتاج الأفلام أو البرامج التلفزيونية (ومؤخرًا مواقع الإنترنت)، والبلدان الإسلامية واحدة من هذه الدول، لحماية المنتجات الثقافية الخاصة بها وأيضًا الهوية الثقافية، تلك الاستراتيجيات التي أشار إليها أوجان ل. كريستين تشمل ما يلي:الحصص، الإعانات والمنح، التحالفات الإقليمية، تكييف البرامج، تدابير المقاومة.
ويعتقد الباحث أنه يمكن إضافة محو الأمية الإعلامية كواحدة من هذه الاستراتيجيات التي يتعين أن تتخذها البلدان الإسلامية لحماية الإنتاج الثقافي الخاص بها وزيادة وعي جماهيرها.
ثانيًا: أساليب محو الأمية الإعلامية:
يمكن محو الأمية الإعلامية من خلال نهجين:
- النهج النظامي: فالتربية الإعلامية النظامية هي التعليم الذي يُوفر داخل المدرسة. كما يركز النهج النظامي على تدريب المعلمين على تدريس التربية الإعلامية لطلابهم داخل الفصول الدراسية، ويتميز هذا النهج بسهولة دمجه في البرامج الحالية لإعداد المعلمين، وكذلك يتميز بأنه أيسر تصميمًا ورصدًا وتطويرًا وتحديثًا.
- النهج غير النظامي: وهو أوسع نطاقًا حيث يشمل مجموعة واسعة من النشاطات التي تنفذ خارج إطار المناهج المدرسية ولفئات عديدة من المجتمع.
ثالثًا: أهمية التربية الإعلامية:
- تؤكد التربية الإعلامية على التفكير النقدي االتأملي، إذ إننا نعيش في بيئة مشبعة بالمواد الإعلامية، وينبغي لنا أن نعي أن وسائل الإعلام لا تقدم مجرد عرض بسيط للواقع الخارجي، بل هي تعرض تراكيب مصاغه بعناية تعبر عن طائفة من القرارات والمصالح المختلفة، والوعي الإعلامي يساعدنا على تفكيك عملية تصنيع المواد الإعلامية، وعلى فهم المنتجات الإعلامية، ومن ثم فهم كيفية استخدامها.
- العناية بالوعي الإعلامي كجزء من تكوين المواطن المستنير، إذ يؤكد الخبراء أن الشاب وخاصة الذي لم يصب حظًا كافيًا من التعليم إذا كان واعيًا ببيئته وملمًا بأحداث الساعة من خلال اطلاعه على الوسائل الإعلامية، وقادرًا على استخدام أدوات الاتصال في التعبير عن ذاته، سيصبح مواطنًا أفضل تكوينًا وأكثر التزامًا.
- محو الأمية الإعلامية تشجع على المشاركة الفعالة في المجتمع، فهي تمكن الناس من تفسير المواد الإعلامية ومن تكوين آراء واعية عنها بوصفهم مستهلكين لها، وأن يصبحوا منتجين للمضامين الإعلامية، فهي الغاية التي تتوخاها عملية محو الأمية الإعلامية.
- الوعي يفيدنا في الربط بين الأشياء. فما قد يبدو في الظاهر منفصلًا عن بعضه، هو ذو علاقة بنحو أو بآخر بغيره من الأشياء، كما هي علاقة الإعلام بالسياسة وعلاقتهما بالثقافة وعلاقة الجميع بالتربية.
- الوعي ذو أثر أكبر من دائرة الشخص الواعي نفسه، فهو بوعيه يمكن أن ينير الدرب للآخرين الذين تنطلي عليهم الألاعيب والخدع والشعارات والتصريحات والإعلانات والدعايات، أي أ نّه يفتح عيونهم للإبصار أكثر.
- الوعي يفتح الأبواب المقفلة بالكثير من الاستيضاحات والأسئلة: مَنْ؟ ولماذا؟ ومتى؟ وأين؟ وكيف؟ أي أن كلّ شيء بالنسبة للواعي مادّة للدرس، يأخذ منها درسًا وعبرة ويحلّلها، ويقرؤها بعيون ثانية، فيزداد معرفة بالأشياء.
رابعًا: لماذا محو الأمية الإعلامية؟
يعج الفضاء بعامة بعدد كبير من القنوات الفضائية والإذاعية التي تتزايد يومًا بعد يوم، كما أن هناك تناميًا في الإعلام المكتوب سواء التقليدي أو الإلكتروني، مع تزايد استخدام الإنترنت. كما اتسعت دائرة الوسائل الإعلامية في هذا العصر لتشمل: القنوات التلفزيونية الفضائية، المحطات الإذاعية، الصحف والمجلات، مواقع الإنترنت، المنتديات الإلكترونية، المدونات الإلكترونية، والإعلام المتنقل (عبر الهاتف الجوال).
ويتعرض الناس إلى قدر كبير جدًا من الرسائل الإعلامية من خلال هذه الوسائل المتعددة والمتنوعة، والتي في غالبها تكون غير منضبطة بقيود اجتماعية أو قيمية، بل يسيرها الربح المادي أو التوجيه الآيديولوجي، ويتم فيها خلط الخبر بالرأي بالإعلان، بحيث تمرر رسائل وتحقق أهداف من خلال هذا الخلط. بل إن بعضها يوفر نوعًا من «التعمية» على المشارك مما يسهل بث المحتوى غير المسؤول.
تتميز وسائل الإعلام بقدرة تأثيرية وتوجيهية عالية نسبة للتنوع الكبير في البرامج، حيث توجد الوسائل المقروءة بأنواعها والمسموعة والمرئية عبر توظيف الجوانب النفسية في جذب الانتباه والتأثير والإقناع، بجانب التفاعلية وإمكانية التواصل من جانبين حيث يمكن للمتلقي التفاعل مع كثير من تلك الوسائل، فضلاً عن أن كثيرًا من وسائل الإعلام تعمل على مدار الساعة وتنقل الأحداث بشكل مباشر. بجانب سهولة التواصل حيث إن كثيرًا من وسائل الإعلام يمكن الوصول إليها ومتابعتها من البيت ومن أي مكان، كما يمكن للمتلقي التعامل مع تلك الوسائل بخصوصية تامة مع التحرر من القيود والأعراف الثقافية والاجتماعية، حيث لم تترك هذه الوسائل الإعلامية مجالاً لم تدخل فيه، فجميع المجالات بلا استثناء عقدية وشرعية وقيمية واجتماعية صارت ميدانًا لهذه الوسائل.
هذه الميزات جعلت أثر الإعلام يفوق الأثر الذي توجده المدرسة، بل في بعض الأحيان يضاده أو ينقضه، وهذا ما يصعب من مهمة المدرسة. أضف إلى ذلك ما يلاحظ من كون الشباب وربما الكبار أيضًا، مستهلكين سلبيين يندر أن يتحققوا من المحتوى الإعلامي الذي يحيط بهم.
وما يزيد الأمور خطورة أن القائمين على كثير من أجهزة الإعلام يضعون اسسًا لتداول الصور والمعلومات التي تؤثر على معتقدات وسلوك المشاهد واتجاهاته، بما يجعلهم يتحولون إلى سائسي عقول، كتب هيربرت شيللر، 1986، «إن ما يشاهده الناس أو ما يستمعون إليه وما يرتدونه وما يأكلونه والأماكن التي يذهبون إليها وما يتصورون أنهم يفعلونه كل ذلك أصبح وظائف يمارسها جهاز إعلامي يقرر الأذواق والقيم التي تتفق مع معاييره الخاصة»
خامسًا: دور المناهج الدراسية:
في ظل هذا التوسع المتزايد لدور وسائل الإعلام في التأثير على المجتمع بشكل عام والاساتذة والطلاب بشكل خاص أصبح من الملح أن تقوم المدرسة بدور فاعل من خلال المنهج الدراسي لتزويد المعلمين أولًا ثم الطلاب بالمهارات اللازمة للتعامل مع وسائل الإعلام. فمن غير الممكن في عصر التفجر المعلوماتي أن تحدد المدرسة للطلاب ما هو مقبول وما هو غير مقبول فيما يتلقونه من رسائل إعلامية متواصلة، فصار السبيل الوحيد المقدور عليه هو تزويد الطلاب بالمهارات التي تمكنهم من تفحص تلك الرسائل الإعلامية وإكسابهم استراتيجيات تحليل المحتوى المعلوماتي الموجود فيها بما يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة وواعية حيالها.
عناصر محو الأمية الإعلامية:
من أهم الاستراتيجيات التي تسلكها المناهج المدرسية في تهيئة الطلاب للتعامل الواعي مع وسائل الإعلام تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب وإيجاد وعي إعلامي، بحيث يستطيع الطالب أن يكون متلقيًا إيجابيًا للرسائل الإعلامية يحللها ويقومها، بل يشارك في صياغتها بشكل تفاعلي.
وقد استحدثت بعض الأنظمة التربوية خاصة الغربية ما يسمى بمحو الأمية الإعلامية لجعل الطلاب قادرين على التصدي الواعي لهذا الطوفان الإعلامي الذي يحاصرهم في كل مكان.
أولاً: تعريف محو الأمية الإعلامية:
يعرف ماك دورمت 2007م التربية الإعلامية بأنها تكوين القدرة على قراءة الاتصال وتحليله وتقويمه وإنتاجه. فالوعي الإعلامي لا يقتصر على جانب التلقي والنقد فقط بل يجب أن يتعدى ذلك إلى المشاركة الواعية والهادفة لإنتاج المحتوى الإعلامي.
ويشير هوبس 1998م إلى أن التربية الإعلامية تشمل القدرة على الوصول إلى المعلومات والقدرة على تحليل الرسائل وتقويمها وإيصالها.
كما يؤكد ماك برين، 1999م أنه بتعليم الطلاب كيفية تقويم الصور الإعلامية التي تحيط بهم فإننا نزودهم بالوسائل لاتخاذ خيارات مسؤولة عما يسمعونه ويرونه.
ويشير سلفربلات 2001م إلى أن التربية الإعلامية تشتمل على التفكير الناقد الذي يمكن المتلقي من بناء أحكام مستقلة عن المحتوى الإعلامي.
ويعرف د.محيي الدين عبدالحليم التربية الإعلامية بانها هي المبادئ والأحكام التى يكتسبها الفرد من وسائل الإعلام وذلك لتحصين الجماهير في مواجهة الانفلات الإعلامي، وتعريفهم بالأسلوب الصحيح للتعامل مع هذه الوسائل
فالتربية الإعلامية تشجع الطلاب على التوقف عند ورود الرسائل الإعلامية لتحليلها وتحديد هدفها ولمن هي موجهة؟ ولماذا صيغت في إطار معين؟ وما هي الحقائق الموجودة فيها أو المفقودة منها؟ وما هي المصادر المحايدة التي يمكن التحقق منها. ونحو ذلك.
وتشير كثير من الدراسات إلى ظهور آثار إيجابية لهذه البرامج على الطلاب، حيث أوجدت لديهم وعيًا بالمضامين الإعلامية وكونت لديهم قدرة على تحليل الخطاب الإعلامي ولو بشكل مبسط.
ثانيًا: عناصر محو الأمية الإعلامية
يضع عالم الاتصال سلفر بلات أشمل تعريف لمحو الأمية الإعلامية إذ يكتب «محو الأمية الإعلامية تشجع مهارات التفكير النقدي التي تمكن الناس من الخروج بأحكام مستقلة وقرارات واعية في استجابتهم إلى المعلومات التي تنقل عبر قنوات الاتصال الجماهيري»، ولقد حدد عناصر محو الأمية الإعلامية في خمسة عناصر أساسية هي:
- إدراك تأثير وسائل الإعلام على الفرد والمجتمع.
- فهم عملية الاتصال الجماهيري.
- تطوير استراتيجيات عن طريقها يتم تحليل ومناقشة الرسائل الإعلامية.
- الوعي بمحتوى وسائط الإعلام بوصفها «نصًا» يمكن أن يفيد في إلقاء نظرة متعمقة في ثقافاتنا المعاصرة وفي أنفسنا.
- حصاد تعزيز التمتع، الفهم، والتقدير للمحتوى الإعلامي.
التدريب على محو الأمية الإعلامية:
الآن وسائل الإعلام الجماهيري تعلّم ومع هذا فما زال المعلمون في الفصول وغيرهم من المشاركين في العمل بالمدارس يطلقون على أنفسهم «نظام التعليم» وهي تسمية خاطئة بلا شك. الطلاب فقط يتعلمون في المدارس، ولكن الناس جميعًا بمن فيهم الطلاب يتعلمون خارج المدارس عن طريق مناهج مجتمعية، مناهج شاملة مستمرة وغير رسمية منبثقة عن الأسرة والأصدقاء والجيران ودور العبادة والتنظيمات والمؤسسات ووسائل الإعلام وغيرها من قوى التوافق الاجتماعي التي نتعلم منها جميعًا طوال سني حياتنا، وقد اصبح الدور الفعال الذي تلعبه هذه القوى التعليمية غير الرسمية خطيرًا بصفة خاصة في أمور التعلم والحياة في البيئات الحضرية التي تتنامى تعقيداتها يومًا بعد يوم.
أولاً: التعليم والتعلم من خلال وسائل الإعلام:
إن المدى الزمني للتعليم والتعلم خارج المدرسة يتجاوز بكثير فترة المدرسة. فصغار السن يبدؤون التعلم من خلال المنهاج المجتمعي قبل دخول المدارس ويستمرون في التعلم من المجتمع طوال مدة ذهابهم إلى المدرسة, إن اليوم الدراسي ينتهي للغالبية الكبرى منا مع انتهاء الدرس, لكن التعلم المجتمعي يستمر ما دمنا لم نزل على قيد الحياة. والعنصر المركزي في عملية التعليم والتعلم المجتمعية على مدى حياتنا هو المنهاج الإعلامي أو التفجير المستديم للمعلومات والأفكار النابعة من وسائل الإعلام الجماهيري. ولكي نهيئ الشباب لمعالجة وتقييم المعلومات والأفكار، ولكي تبنى المعرفة الموجهة لتقييم تلك المعلومات والأفكار بصورة انتقادية، ولكي توجد الحكمة القائمة على استخدام هذه المعرفة، يجب على المدارس أن تساعد الطلاب على أن يتعلموا تحليل مضمون وفحوى الرسائل الإعلامية. وبالنسبة للطلاب في البيئة الحضرية، ينبغي أن تتضمن هذه العملية التعليمية مساعدتهم على إدراك الطريقة التي يتعامل بها الإعلام مع القضايا المحلية والموضوعات الحضرية.
لسوء الحظ فإن كثيرًا من معلمي المدارس تمثل رد فعلهم على المنهج الإعلامي في تجاهله باستثناء شكواهم من المضمون الإعلامي أو مقدار الوقت الذي يقضيه الطلاب مع وسائل الإعلام وخصوصًا التلفزيون. مثلما جاء في التحذير الذي وجهته «ويلي لونجستريت (1989م) من جامعة نيوأورليانز في مقالها بعنوان «التعليم للمواطنة: أبعاد جديدة» حيث كتبت تقول: «قضينا سنوات نعلم القراءة والقراءة التصحيحية بينما لم نكد نلتفت برهة لوسائل الإعلام الأحدث والأثرى. شبابنا واقعون تمامًا تحت رحمة التلفزيون، تحاصرهم كميات هائلة من المعلومات تقدمها كل شاشة، وتزيد كثيرًا عما يمكن أن يتوافر على صفحات الكتب، ولكننا لانقدم لهم أي مساعدة لفرز وتحليل هذا السيل من المعطيات أو للدفاع عن أنفسهم تجاه ما يبثه من مثيرات، وهذا السيل الإعلامي يأتي من مصادر أخرى إلى جانب التلفزيون، وينبع من جميع وسائل الإعلام: التلفزيون والصور المتحركة والإذاعة والتسجيلات الموسيقية والصحف والمجلات، إضافة لذلك فإن هذا السيل يحتوي على أكثر المعطيات، حيث إن وسائل الإعلام تبث رسائل وصورًا خيالية من خلال برامج وأفلام ومطبوعات يفترض أنها أنتجت فقط لتقديم التسلية(كسب المال)، وكذا من خلال وسائط مماثلة يقصد منها تقديم المعلومات والتحليل. بعض العاملين في ما يسمى «الإعلام الترفيهي» يزعمون أنهم يقدمون ما يدعو للانحراف ظاهريًا، ولكنهم في الواقع يعلّمون في نفس الوقت سواء عن قصد أو مصادفة. إذا عكسنا المعادلة سنقول بأنه مهما كانت الأهداف المعلنة أو غير المعلنة لوسائل الإعلام، فإن الناس يتعلمون من مصادر الإعلام الخيالية أو الواقعية رغم أنهم قد لا يدركون أن عملية التعلم هذه تحدث في الحقيقة.
ماذا يستطيع المعلمون إزاء ذلك ؟ يمكنهم مساعدة الطلاب في إيجاد وتطوير التعلم من خلال وسائل الإعلام، والقدرة على فحص وفهم وتقييم الرسالة الإعلامية.
وحتى نتمكن من مساعدة الطلاب ليصبحوا مستهلكين إعلاميين أفضل تلقيًا للمعلومات وأكثر مقدرة على التحليل، فإننا نحتاج الى التوجه لوسائل الإعلام الجماهيري ضمن نظام المدرسة باعتبارها عنصرًا رئيسيًا في عملية التعليم والتعلم.
ثانيًا: إيجاد وتطوير التعليم من خلال الإعلام:
بالنسبة لكثير من المعلمين، قد يكون تطوير مثل هذه المهارات التربوية القائمة على الإعلام بمثابة تحد شخصي نظرًا لأن الغالبية منهم لم يحصلوا من قبل على تدريب أو استراتيجية الفصول الدراسية في مجال التعليم من خلال الإعلام. يستطيع المعلمون والطلاب أن يبدؤوا عن طريق زيادة وعيهم الإعلامي من خلال عدة أساليب مثل إمساك سجل يومي للمنهاج الإعلامي، حيث يمكن للمعلمين في المدارس الحضرية توثيق ما يلاحظونه من أن وسائل الإعلام بما فيها وسائل الإعلام المحلي تقوم بالتعليم عن قصد أو بغير قصد سواء باستخدام طرق خيالية أو واقعية. وتعطي أهمية خاصة للموضوعات ذات الصلة المباشرة بالبيئة الحضرية مثل العرقية والجنس والدين والعلاقة بين الجماعات المختلفة والتغيرات الديموغرافية والعمليات الحكومية والبيئة. إن ذلك سيساعد المعلمين والطلاب على زيادة وعيهم فيما يتصل بمدى ومضمون وانتشار المنهاج الإعلامي بما في ذلك التعليم الذي يقدمه عن المدن التي ينتمون إليها إضافة إلى تنمية النزعة إلى التفكير التحليلي عن وسائل الإعلام. وبهذه التوعية العامة، يأتي تطوير وتنفيذ استراتيجيات تربوية على أساس الإعلام.
ويمكن الدخول في هذا الموضوع من خلال تحديد الطرق المختلفة التي يتم بها التعليم الإعلامي، وعلى أساس أكثر من عشرين عامًا قضاها كارلوس كورتيز في البحث والتعليم الإعلامي وكذا جهوده لدمج وتوسيع وتقوية التحليل الإعلامي كعنصر للتعليم في المدارس الثانوية والمعاهد العليا فقد استنتج أن الإعلام سواء الخيالي أو غير الخيالي يعلم بخمس طرق أساسية على الأقل هي:
- تقديم المعلومات.
- يساعد على تنظيم المعلومات والأفكار.
- يساعد على خلق وتقوية وتعديل القيم والمواقف.
- يساعد على تشكيل التوقعات.
- تقديم نماذج للعمل.
أقل فاعلية ومناقشته؟
ما الأساليب الإعلامية التي جعلتها تبدو كذلك؟
وعن طريق إشراك المعلمين والطلاب باستمرار في تحليل الرسالة الإعلامية، تستطيع المدارس أن تقوم بدور رئيس في إعداد الشباب لمستقبل يصبح فيه الاستخدام التحليلي للمعلومات أمرًا حيويًا. وعن طريق إشراك المعلمين والطلاب في تحليل أنظمة الرسالة الإعلامية حول وطنهم بصورة عامة وحول مدينتهم بصورة خاصة، يمكن للمدارس أن تعد الطلاب لحياة فاعلة وحساسة في مجتمعاتهم، ويشمل ذلك مساعدتهم عبر تنمية الفكر النقدي بما فيه التعليم عن طريق وسائل الإعلام من أجل زيادة مقدرتهم على التعامل بكل كفاءة وفعالية كمستهلكين واعين لهذا المعلّم الذي يلازمهم طوال حياتهم، ألا وهو وسائل الإعلام.
إن التحليل الإعلامي في المدارس يمكن أن يساعد المعلمين والطلاب على السواء على اتخاذ خطوة مهمة باتجاه إيجاد وتطوير مثل هذا التعليم من خلال وسائل الإعلام. وفي هذا العالم الذي يجدون أنفسهم فيه محاطين بوسائل الإعلام، يتلقون من كل جانب المعلومات والأفكار والرسائل في شكل إعلامي وترفيهي، فإن مقدرتهم على التعامل مع وسائل الإعلام بكفاءة ووعي وفاعلية تعتبر ضرورية لتنمية إمكانيات أكبر للسيطرة على مصائرهم. وإحدى الوسائل المؤدية إلى الحكمة اللازمة في عصر المعلومات هي ضرورة أن يتدرب المعلمون ويتعلم الطلاب كيف يستغلون، وليس أن تستغلهم وسائل الإعلام.
ونظرًا لأهمية التربية الإعلامية فإنه يلزم بذل الجهد من قبل المفكرين والباحثين الإعلاميين والتربويين لوضع تصور علمي للمعلومات والمعارف التي ينبغي أن يلم بها الإنسان المسلم وهو يعيش الآن في القرن الحادي والعشرين، وكذلك القيم والاتجاهات التي ينبغي أن يتحلى بها والاتجاهات التي ينبغي أن تتوافر لديه والمهارات التي ينبغي أن يكتسبها.
ومن المهام التي ينبغي إنجازها بإلحاح تصميم برامج تدريبية للمعلمين في مجال التربية الخاصة بوسائل الإعلام، فالمطلوب، هو أن يعرف المعلم كيف يكسب التلاميذ القدرة على استثمار المعلومات التي تصلهم عبر وسائل الإعلام بالإضافة إلى الاهتمام بالبرامج التدريبية الموجهة للمعلمين بحيث يكونون أكثر قدرة على تعليم الصبية والشباب فن السيطرة على أنفسهم.
و يقتضي الأمر اليوم تصميم برامج تربوية لجميع المراحل التعليمية ترتكز على تدريب الطالب على كيفية التعرف على وسائل الإعلام ومده بمعارف تتعلق بآليات البث وبرمجة صور العالم التي تصله عبر الشاشة الصغيرة، وتعليمه كيف ينتقي وكيف ينقد، بالإضافة إلى جعله أكثر انفتاحًا وفضولاً على المعلومات الحديثة مما يؤدي إلى فهم أوسع للمحيط الذي ينتمي إليه، كما أنه يتعين على وسائل الإعلام أن تشارك هي نفسها في تربية المشاهد والمستمع والقارئ عن طريق برامج خاصة.
إن محو الأمية الإعلامية والتربية الإعلامية قد تكون وسيلة ناجعة وحلاً مناسبًا لمواجهة الفيض المتدفق من الغزو الإعلامي والثقافي الأجنبي المتواصل لعقول أبنائنا وطلابنا، والتربية الإعلامية ينبغي أن توجه في الأساس إلى الذين مازالوا على مقاعد الدرس بداية من مرحلة ما قبل الدراسة وحتى الدراسة الجامعية، وينبغي أن تتناسب مع المرحلة التي يمر بها الطالب. كذلك ينبغي إكساب المعلمين وأولياء أمور التلاميذ بعض المعلومات عن البرامج الإعلامية والقنوات الفضائية والإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام، وذلك حتى يتمكنوا من توجيه أبنائهم ومتابعتهم، ويمكن أن يتبنى هذا الأمر في مرحلته الأولى مجالس الآباء التي لا تخلو منها أي مدرسة. كل ذلك سوف يؤدي بلاشك إلى تقليل الآثار السلبية لوسائل الإعلام ويمثل صورة من صور الدفاع عن ديننا وقيمنا ومبادئنا ضد هجوم لن نستطيع أن نقهره بسهولة.
يرى خبراء الاتصال أن التعرض لوسائل الإعلام (التلفزيون، الأفلام، الفيديو، ألعاب الكمبيوتر، والجرائد والمجلات والكتب والدعايات، والإنترنت) يحمل معه السلبيات والإيجابيات على الأطفال والمراهقين حتى البالغين. لكن التربية الإعلامية يمكن أن تقلل من التأثيرات الضارة للإعلام. ومن الإيجابيات المحتملة للإعلام اختيار البرامج التلفزيونية ذات المغزى التعليمي ومقالات المجلات المحفزة للتفكير. أما السلبيات فتكمن في تبني العنف ومحاكاة المشاهد الجنسية واستسهال تدخين السجائر وتعاطي المسكرات والمخدرات وضعف التحصيل الدراسي وتعلم أساليب ارتكاب الجريمة والانحراف وقلة الحركة والنشاط والترويج للمواد الغذائية الضارة بالصحة. من هنا تأتي أهمية التربية الإعلامية للمعلم للحد من التأثيرات الضارة لوسائل الإعلام على الأطفال والمراهقين والبالغين من خلال تعليمهم الأساليب المثلى في التعامل مع تلك الوسائل.
العدد 163 من مجلة المعرفة السعودية
تم إضافته يوم الأحد 26/04/2009