الخميس، 26 يناير 2012

سونا تحاور في جاكرتا سفير السودان لدى اندونيسيا

سونا تحاور في جاكرتا سفير السودان لدى اندونيسيا

جاكرتا: 25-1-2012م (سونا) حينما وصلت الى ارض اندونيسيا الخضراء لاول مرة، وتحديداً الى العاصمة الاندونيسية جاكرتا، كل من قابلته من الاندونيسيين كان يشيد بالسودان واهله، بعضهم من الذين تلقوا تعليمهم الجامعي في ارض السودان، وبعضهم الآخر تلقى تعليمه على احد المتخرجين من الجامعات السودانية، والبعض الثالث مايزال ينهل من بعض الاساتذة السودانيين المتواجدين حالياً في اندونيسيا، وهم يتكلمون معي بلغة عربية رصينة، ويقولون لي وهم فخورين: كل من ذهب الي السودان جاء وهو يكن كل احترام وتقدير للسودان واهله، ويحمل بين جوانحه علماً غزيراً، فالاندونيسيون يحبون العربية ويعشقونها حتى الثمالة، ويحاولون قدر الامكان ان يتحدثونها. دفعني هذا الحب الكبير للسودان واهله وللغة العربية والناطقين بها، لكي احاور سفير السودان لدى جاكرتا السفير ابراهيم بشرى محمد علي، فذهبت اليه في مكتبه وسط العاصمة الاندوزنيسية جاكرتا فرحب بي ايما ترحيب وكان لي معه هذا الحوار:


سونا: بداية عرفنا بنفسك؟
سفير السودان لدى جاكرتا: انا ابراهيم بشرى محمد من مواليد كوستي، تخرجت في جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية، في العام 1987م، وتخصصت في مجال العلوم السياسية البحته، ثم واصلت دراستي في فرنسا لمدة سنتين حيث نلت الدبلوم العالي في العلاقات الدولية في فرنسا، التحقت بالعمل في وزارة الخارجية منذ العام 1988م، عملت في تشاد لمدة اربعة اعوام، ثلاثة منها في العاصمة انجمينا وعملت لمدة عام في ابشي، تلك المدينة الوداعة على الحدود السودانية التشادية بالقرب من الجنية، ثم عملت في سوريا لمدة اربعة سنوات، ولقد كانت فترة عملي في سوريا فترة طيبة ومفيدة ايضاً، ثم حضرت الى جاكرتا، سفيراً للسودان لدى اندونيسيا، وهذه اول سفارة أعمل فيها كسفير وذلك اعتباراً من يوليو 2008م وحتى اليوم، وهذه ليست زيارتي الاولى لاندونيسيا، فقد اتيت الى اندونيسيا لاول مرة في العام 1990م، وفي ذلك الوقت كنت في بداية السلم الوظيفي (سكرتير ثالث)، وحضرت في برنامج تدريبي، وبعد 19 عام عدت سفيراً للسودان في اندونيسيا.


سونا: وماذا عن تجربتك في اندونيسيا؟
سفير السودان لدى جاكرتا: بصورة عامة، تجربة مفيدة جداً، لان اندونيسيا تعتبر دولة كبرى في اقليم جنوب شرق اسيا، واليوم تكتسب اندونيسيا اهمية كبيرة، فهي من حيث الاقتصاد، قد تطورت تطوراً ملحوظاً جداً، ومقارنة بزيارتي لاندونيسيا قبل 19 عاماً فقد لاحظت انه حصل تطور كبير جداً في البنية التحتية الاساسية او التنمية في الطرق والجسور وغيرها، كما حصل تطور في الوضع الاقتصادي للمواطن الاندونيسي، ومن النجاحات المهمة فيما يتعلق بالاقتصاد الاندونيسي هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الارز في اندونيسيا لان حوالي 230 -240 مليون نسمة يتناولون ارز بصورة يومية من انتاج اندونيسيا، فهذا في رائي من الانجازات الكبري، ثم ايضاً حققت اندونيسيا انجازات اقتصادية اخرى في مجالات اخرى، ونجحت في انها تحقق نسبة نمو في العام الماضي 2011م حوالي 5% برغم الضائقة او الازمة الاقتصادية العالمية، ثم انها اصبحت عضواً في مجموعة العشرين (ج20)، وهذه كلها اعتقد انها نجاحات، وهي تلعب دور مهم جداً في منظمة الاسيان، فقد ترأست في العام الماضي منظمة الآسيان وعقدت العديد من الاجتماعات والقمم في اطار منظمة الآسيان، والاندونيسيون يشعرون ان اهميتهم تزداد كل يوم، ويحاولون أن يلعبوا دور مهم في الاقليم وفي العالم، ففي وقت من الاوقات، وفي احد خطابات الرئيس الاندونيسي الحالي سوسيلو بامبانج يودويونو اشار الى امكانية ان تصبح اندونيسيا عضواً دائماً في مجلس الامن، وهذا نوع من الطموح بالطبع.


سونا: كيف هي العلاقات السودانية الاندونيسية امس واليوم؟
سفير السودان لدى جاكرتا: نحن في السفارة دائما ما نقول ان العلاقات السودانية الاندونيسية قديمة جداً وبدأت مع بداية القرن العشرين، لانها بدأت بمجئ الشيخ احمد سوركتي الانصاري الي اندونيسيا، فهو قد تحرك من السودان في بداية القرن العشرين الى مكة المكرمة ثم جاء الى اندونيسيا بتفويض من الملك عبد العزيز آل سعود للقيام بالدعوة في اندونيسيا، مع تعهد من الملك عبد العزيز آل سعود بتقديم كل العون اللازم للشيخ احمد سوركتي السوداني، ومن انجازات الشيخ احمد سوركتي الكبرى انه من المؤكد قد عمل مع الاندونيسيين على الوقوف ضد الاستعمار الهولندي، وقد ربطته علاقة قوية جداً مع الرئيس الاندونيسي الراحل المؤسس لاندونيسيا الحديثة سوكارنو، فحينما توفى الشيخ احمد سوركتي السوداني في العام 1943م قبل استقلال اندونيسيا بعامين شيعه الرئيس سوكارنو بنفسه وذهب في جنازته، وبالاضافة الى مقارعة الشيخ احمد سوركتي مع الاندونيسيين للاستعمار الهولندي، ساهم ايضاً في توحيد كلمة الطوائف الدينية الاندونيسية في ذلك الوقت، فعندما جاء سوركتي الى اندونيسيا وجد ان هناك طوائف اسلامية متناحرة، وبينها خلافات فنجح ايضاً في الوصول بينهم الى كلمة سواء وتوحيد الرؤية والقبلة، ثم من انجازاته ايضاً اصداره عدداً من الفتاوى التي مازال يعمل بها حتى اليوم، فضلاً عن انجازه الاكبر وهو انشاء جمعية ومدارس الارشاد الاسلامية في العام 1914م، والجمعية والمدارس مازالتا تعملان حتى اليوم، بل ان جمعية الارشاد الاسلامية قد حفظت سيرته كاملة وكذلك مؤلفاته وهي موجودة حتى اليوم، وسبق لوكالة السودان للانباء بالتعاون مع التلفزيون السوداني القومي، وجمعية الصداقة الشعبية العالمية وبمشاركة سفارة السودان بجاكرتا ان تم اعداد فليماً عن مآثر الشيخ احمد سوركتي الانصاري السوداني، ومن المتوقع ان يعرض هذا الفيلم في احتفال ضخم خاص بتكريم الشيخ احمد سوركتي السوداني، في القريب العاجل.
ويمكننا القول- ومايزال الحديث للسفير ابراهيم بشرى- أن قدم العلاقات الاندونيسية السودانية كقدم العلاقات الاندونيسية الهولندية، واليابانية والبرتقالية، فما يزاال الاندونيسيون يحفظون هذا الجميل للسودان والسودانيين ويذكرون ذلك في كل مجال وفي كل مناسبة، فعندما تتم الاشارة الي دخول الاسلام لاندونيسيا والشخصيات التي اسهمت واثرت في هذا الامر يشار دوماً الي الشيخ احمد سوركتى الانصاري السوداني، باعتباره احد ابرز الذين ساهموا في دخول الاسلام الى اندونيسيا.



سونا: وماذا عن العلاقات السياسية بين السودان وإندونيسيا ؟
سفير السودان لدى جاكرتا: نؤرخ للعلاقات السياسية بين السودان واندونيسيا بمشاركة الزعيم السوداني اسماعيل الازهري رئيس الوزراء السوداني المعروف في مؤتمر دول عدم الانحياز بباندونق في العام 1955م، وذلك قبل استقلال السودان بعام واحد، ولم يكن للسودان علم في ذلك الوقت وتم اختيار قطعة بيضاء من القماش ثم كتب اسم السودان في منتصفها باللغة الانجليزية، وعلق ذلك العلم وشارك السودان في ذلك المؤتمر الشهير تحت هذا العلم، ومايزال علم السودان الذي علق في ذلك المؤتمر موجود حالياً في معرض اسيا وافريقيا وسط العاصمة الاندونيسية جاكرتا.

سونا: ما اهم مالفت انتباهك في اندونيسيا؟
سفير السودان لدى جاكرتا: ان من اهم الانجازات في اندونيسيا هو تثبيت الديمقراطية، واصبحت الديمقراطية في اندونيسيا مؤسسة بصورة جيدة منذ العام 1998م، وحتى اليوم، بعد عصر سوهارتو، فقد نجحت اندونيسيا بصورة سريعة جداً ان تثبت الديمقراطية، وتكوّن الاحزاب، والبرلمان المنتخب، ورئيس جمهورية إندونيسيا سوسيلو بامبانج يودويونو هذه فترته الثانية كأول رئيس منتخب مباشرة من الشعب الاندونيسي، ولقد استطاع سوسيلو بامبانج يودويونو، في وقت وجيز رغم ان حزبه ناشئ، ان يوسع الحزب ويجعل له وزن في اندونيسيا وقفز بحزبه في الدورة البرلمانية الاولى من 45 مقعداً في البرلمان الى 145 مقعداً في الدورة الاخيرة.


سونا: ولم تأخر افتتاح السفارة السودانية اذن رغم قدم العلاقات هذه؟
سفير السودان لدى جاكرتا: إن اندونيسيا هي التي بادرت بفتح سفارة لها في الخرطوم في العام 1975م، ثم لاسباب خاصة باندونيسيا تم غلق السفارة الاندونيسية في الخرطوم، وحولت الى القاهرة واصبح تمثيلها غير مقيم من القاهرة، ثم عندما جاءت ثورة الانقاذ الوطني واعتمدت سياسة الانفتاح شرقاً افتتحت الخرطوم سفارة لها في جاكرتا في العام 1992م، ومن ثم فقد اعادت اندونيسيا فتح سفارتها في الخرطوم في العام 1995م بعد 20 عاماً من افتتاحها الاول، وخلال العشرين عاماً الذي كانت فيه سفارة اندونيسيا في القاهرة كانت اندونيسيا يتتابع علاقاتها مع السودان وكان هناك تشاور ولكنه منقطع ولم يكن بذلك الزخم والوتيرة التي ظهرت بعد العام 1992م او بعد العام 1995م بعد فتح السفارتين في جاكرتا والخرطوم، واول سفير للسودان لدى جاكرتا كان هو المرحوم صالح مشموم ثم خلفه السفير حسن جاد كريم، ثم السفير صديق ابوعاقلة، ثم د. سليمان مصطفى، واخيرا وليس آخرا السفير ابرهيم بشرى منذ يوليو 2008م.

سونا: كيف هي العلاقات السودانية الاندونيسية اليوم؟
سفير السودان لدى جاكرتا: في تقديري ان العلاقات السودانية الاندونيسية منذ العام 1992م وحتى اليوم علاقات هادئة وايجابية ولم يعكر صفوها اي معكر منذ ان انشأت العلاقات ومنذ ان انشأت السفارات وانا اعتقد انها كانت بوتيرة طيبة، وقد اقول انها بصورة عامة ما تحقق حتى الان لم يرق الى مستوى الطموح الذي يتطلع اليه الجانبان السوداني والاندونيسي، ولكن ما تم في جميع المجالات انا اعتقد انه تم تحقيق الكثير من الانجازات وقد سبقوني الاخوة الكرام سفراء السودان لدى اندونيسيا وانا واصلت من بعدهم ما بدأوه من مشوار، بمعنى انه منذ العام 1992م وحتى اليوم اكاد اقول ان عدد الاتفاقيات التي وقعت تربو على الــ100 اتفاقية، وغطت جميع المجالات، وتم تكوين العديد من اللجان المشتركة لمتابعة هذه الاتفاقيات، كما تم توقيع اتفاقيات منفصلة في ازمنة مختلفة لدفع التعاون بين البلدين، ثم ان لجان التشاور السياسي بين البلدين كان لها دور مقدر في دفع تلك العلاقات، عبر لجان المتابعة من كلا البلدين والتي تجتمع كل ثلاثة اشهر واحيانا سته اشهر لتتابع وتدرس الذي يمكن ان يتحقق وازالة العقبات لتحقيق ماتبقى من انجازات لدفع العلاقات بين البلدين، ونحن في سفارة السودان لدى جاكرتا نحاول ان نفعل الاتفاقيات التي وقعت بالاضافة الي توقيع مزيد من الاتفاقيات الجديدة لصالح البلدين.


سونا: هل هناك علاقات تجارية نشطة بين السودان واندونيسيا؟
سفير السودان لدى جاكرتا: انا اعتقد ان العلاقات التجارية بين البلدين ممتازة الا ان الميزان التجاري يميل لصالح اندونيسيا، ففي نهاية 2009م وبداية 2010م قفز حجم التبادل التجاري بين السودان واندونيسيا من 270 مليون دولار الى 720 مليون دولار وهذه القفزة جاءت لان كمية البضائع المستوردة بواسطة رجال الاعمال السودانيين من المنسوجات واطارات السيارات والاثاث وبطاريات السيارات والورق والاسمنت احياناً زادت في الاونة الاخيرة، واندونيسيا استثماراتها الوحيدة في السودان في مجال البترول، الا ان وزارة الزراعة الاندونيسية ووزارة الثروة الحيوانية الاندونيسية تفكران في استيراد القطن والجلود من السودان والان بدأت الاجراءت والمفاوضات قد بدأت ولربما نشهد في القريب العاجل تنفيذ ذلك. واندونيسيا بصورة عامة لاتميل الى الاستثمار في الخارج، وانما تستقبل الاستثمارات الاجنبية من الخارج، وتستقبل استثمارات من كل انحاء العالم، كما ان الدول العربية كالسعودية وقطر والكويت لديها استثمارات ضخمة هنا في اندونيسيا، لذلك استثماراها الوحيد في السودان في مجال البترول، فالشركة الوطنية الاندونيسية للبترول (بيترامينا)، الان تستثمر في حقل 13 على ساحل البحر الاحمر منذ فترة، كما ان اندونيسيا كانت تستورد حتى وقت قريب بترول من السودان.
كما لدى السودان علاقات طيبة مع الغرفة التجارية الاندونيسية، ورجال الاعمال الاندونيسيون يشاركون بصورة منتظمة في المعارض الدولية التي تنظم في السودان لاسيما معرض الخرطوم الدولي، كما ان رجال الاعمال السودانيين يشاركون في كل الانشطة التجارية التي تقام في اندونيسيا بدعوة من الغرفة التجارية الاندونيسية. وفي خلال الستة اشهر الماضية زارت اندونيسيا ثلاثة وفود تجارية من السودان في ابريل ويونيو واكتوبر 2011م، والوفد الاخير كان من اتحاد المقاولين السودانيين، اذ حضر 26 مقال سوداني والتقوا برصفائهم من الشركات الاندونيسية وذلك بغرض جلب العمالة الاندونيسية الماهرة في مجال البناء والتشييد، وفي مجالات اخرى، ورئيس هيئة العمالة الاندونيسية في الخارج قبل اسبوعين زار السودان على رأس وفد عالٍ وبحث مع وزارة العمل السودانية ومع قطاعات اخرى في وزارة الصحة سبل جلب العمالة الماهرة الاندونيسية الى السودان للقطاعين الطبي والبناء والتشييد، والان الموضوع في البرلمان الاندونيسي وبعد موافقة البرلمان على هذا الامر لربما سيذهب السيد جهور رئيس هيئة العمالة الاندونيسية في الخارج، الى السودان مرة اخرى لتوقيع اتفاقية ارسال العمال الاندونيسيين الماهرين الى السودان.



سونا: هل لديكم مركز تجاري سوداني يتابع كل هذه الانشطة التجارية بين البلدين؟
سفير السودان لدى جاكرتا: ليس هناك مركز تجاري سوداني في جاكرتا، ذلك لان حجم التبادل التجاري بين السودان واندونيسيا لا يرقى حتى الان الي انشاء مركز تجاري اقتصادي في العاصمة الاندونيسية جاكرتا، والان سفارة السودان تقوم بكل ما من شأنه ترقية التبادل التجاري بين البلدين.



سونا: وماذا عن العلاقات الثقافية بين السودن واندونيسيا؟
في مجال التبادل الثقافي بين البلدين انشئ المركز السوداني لدراسات اللغة العربية والدراسات الاسلامية بجامعة مولانا مالك ابراهيم الإسلامية الحكومية بمالانق اندونيسيا، في العام 2002م وهو يقف تجسيداً حقيقياً لعمق العلاقات الثقافية بين البلدين، به خمسة محاضرين في مجال اللغة العربية والدراسات الاسلامية والاقتصاد الاسلامي، ويتم تجديد المحاضرين كل خمس سنوات، والمركز اساساً انشئ في اطار اتفاقية وقعت بين البلدين وكان الطموح ان تنشأ جامعة سودانية في اندونيسيا، ولكن قلصت الجامعة الى هذا المركز،وهو يؤدي رسالته بصورة طيبة، ويديره مجلس امناء من وزارة الشؤون الدينية الاندونيسية، وبعض الاعضاء من الجامعات الاندونيسية الاخرى،ثم بعض الاعضاء من السودان من جامعة امدرمان الاسلانية وجامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية وجامعة افريقيا العالمية،ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في السودان ، والمحاضرين فيه بمستوى ممتاز من الكفاءة والسمعة الطيبة ، ولقد حقق السودان من خلال هذا المركز علاقات ثقافية ثنائية ممتازة،والمحاضرين السودانيين بجانب، نشاطهم العلمي في المركز، حيث يدرسون طلاب الجامعة ويشرفون على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه، لديهم نشاطات اخرى داخل المجتمع الاندونيسي، اذ يقدمون محاضرات عامة في اللغة العربية والدراسات الاسلامية وفي جامعات اندونيسية اخرى، ويعرفون بالسودان ويمثلونه خير تمثيل.
سونا: وكيف هي علاقاتكم مع الاحزاب الاندونيسية؟
سفير السودان لدى جاكرتا: ان علاقة السفارة السودانية بجاكرتا مع الاحزاب الاندونيسية علاقة طيبة، واضاف ان السودان يقف على مسافة واحدة من كل الاحزاب في اندونيسيا وتتعاون معهم بما فيها الحزب الحاكم الحزب الديمقراطي، مؤكدا ان هناك علاقات طيبة ما بين الحزب الحاكم في اندونيسيا والحزب الحاكم في السودان، موضحاً ان آخر زيارة للسودان من قبل الحزب الحاكم السوداني لاندونيسيا كانت برئاسة الدكتور عصام احمد البشير نائب رئيس العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني الحاكم، وقد التقى خلال زيارته الاخيرة بالسيد مرزوقي علي رئيس البرلمان الاندونيسي والرجل الثالث في الحزب الحاكم وقد سلمه رسالة خطية من الدكتور نافع علي نافع تتعلق بضرورة تطوير العلاقات بين الحزبين، من خلال تبادل الزيارات، مشيراً الي انه قد قدمت الدعوة مؤخراً للاحزاب الكبرى الاندونيسية للمشاركة في المؤتمر التنشيطي العام للمؤتمر الوطني في الخرطوم، الا ان بعض المشاغل حالت دون حضور ممثلين للحزب الحاكم الاندونيسي، ولكن شارك خمسة اشخاص من الاحزاب الاخرى، قائلاً: اعتقد ان العلاقات بين الحزبين الحاكمين طيبة والاتصالات مستمرة والتشاور ايضاً مستمر بين الحزبين، مضيفاً وايضاً العلاقات البرلمانية ممتازة ففي اكتوبر من العام الماضي 2011م زار نائب رئيس البرلمان الاندونيسي انيس متى الخرطوم في زيارة رسمية على رأس وفد عالي مستوى للبرلمان السوداني، ووقع اتفاقية بين البرلمانين وابرز النقاط في ذلك الاتفاق هي التزام البرلمان الاندونيسي بالدفاع عن رئيس السودان في وجه مخططات ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية، بالاضافة الي تأكيد الجانبين على التعاون في جميع المجالات، واضاف: كما قامت المجموعة البرلمانية الاندونيسية المنوط بها التعاون مع البرلمان وهي مكونة من سبعة برلمانيين بزيارة للسودان في ديسمبر الماضي 2011م، بهدف تنشيط التعاون مع البرلمان السوداني في جميع المجالات وفق مذكرة التفاهم التي وقعت من قبل، بالاضافة الى مناقشة اوجه التعاون بين البرلمانين في الحاضر والمستقبل.
كما ان علاقتنا مع السفراء العرب والسفراء الافارقة على اجمل ما يكون، نجتمع بصفة دورية في مجلس السفراء العرب وفي مجلس السفراء الافارقة، ونتفاكر حول كل ما يهم بلادنا، وما يدور في بلادنا، وايضا نتبادل الزيارات، بل ونحتفل مع المجموعة الافريقية بيوم افريقيا في مايو من كل عام، والدول العربية معظمها ممثلة في اندونيسيا، وكذلك اربعة دول من افريقيا جنوب الصحراء.
سونا: وماذا عن الوجود الطلابي الاندونيسي في السودان؟
سفير السودان لدى جاكرتا: فيما يتعلق بالوجود الطلابي الاندزنيسي في السودان هم بالتقريب اكثر من 300 طالب وطالبة ، ومعظمهم في مجال اللغة العربية والدراسات الاسلامية والشريعة والتربية، وهم يتواجدون تحديداً في جامعات امدرمان الاسلامية وجامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية وجامعة افريقيا العالمية ، والاخيرة درجت على تقديم 50 منحة دراسية كل عام للطلاب الاندونيسيين في مجالات التربية واللغة العربية والدراسات الاسلامية والشريعة والفقه الاسلامي، والتعاون يتم بوتيرة طيبة في هذا المجال ، والطلاب الاندونيسيين والمسرولين الاندونيسيين يتحدثون بكل فخر عن الفائدة التي يجنيها الطلاب الاندونيسيين، وهذا التعاون قديم جداً بدأ قبل انشاء السفارة السودانية في اندونيسيا، ولكنه ازداد وكبر بعد انشاء السفارة في العام 1992م، والسودان يقدم منح للطلاب الاندونيسيين في المرحلة الجامعية وفي مرحلة الدراسات العليا كذلك.
سونا: وهل للسودان في المقابل نصيب من المنح الاندونيسية للكلاب السودانيين في جامعات اندونيسيا؟
سفير السودان لدى جاكرتا: نعم اندونيسيا تمنح السودان منح سنوية في مجال العلوم التطبيقية، الكيمياء والفيزياء وعلوم البحار والجيولوجيا، وتقنية المعلومات، لانهم متقدمين في هذاه المجالات، والمنح فقط لطلاب الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، وقد اجتمعت مؤخراً مع وزير التعليم القومي الاندونيسي ووضعنا اللمسات الاخيرة لقبول 10 طلاب سودانيين آخرين في الدراسات العليا في مجالات مختلفة، واخطرت الخرطوم بذلك وهم الان بصدد اختيار طلاب للدراسات العليا في اندونيسيا. ونفكر الان بالتعاون مع جامعة مولانا مالك ابراهيم الاسلامية الحكومية في مالانق لمنح في مرحلة البكالريوس، والان الحمد لله كان لدينا 10 طلاب سودانيين خلصوا دراساتهم العليا في اندونيسيا في برنامج المنح الاندونيسية، ورجع معظمهم الي السودان وحالياً نسعي لاحلالهم بعشرة طلاب اخرين، وصل منهم حتى الان ثلاثة طلاب اثنين من جامعة النيلين في مرحلة الماجستير في تقنية المعلومات والآخر في مرحلة الدكتوراه في علوم البحار من جامعة البحر الاحمر، وهم يدرسون حالياً في جامعة العاشر من نوفمبر بمدينة سيروبايا، وهناك محاضرين سودانيين يعملون في المؤسسات التعليمية السعودية في اندونيسيا، وفي المعاهد الاندونيسية والمدارس العربية في جاكرتا، استطاعت السفارة السودانية بمجهوات مقدرة الاتصال بالجهات الرسمية في اندونيسيا لمنحهم منح للتحضير للدكتوراه وقد وافقت السلطات الاندونيسية مشكورة على ذلك، كما ان التعاون بين الجامعات السودانية والاندونيسية في تطور مستمر، فقد درج مديري الجامعات السودانية على زيارة اندونيسيا للمشاركة في المؤتمرات العلمية التي تنظمها الجامعات الاندونيسية ومن ثم توقيع اتفاقيات ثنائية بين الجامعات، وآخر اتفاقيات وقعت بين الجامعات كانت بين جامعة امدرمان الاسلامية وجامعة افريقيا العالمية والجامعة الشافية في اندونيسيا، كما ان البروفسور محمد سعيد الخليفة مدير جامعة الزعيم الازهري وقع خمس اتفاقيات مع خمس جامعات اندونيسية، كما وتكتب لنا العديد من الجامعات الاندونيسية يطلبون محاضرين سودانيين في مجالات اللغة العربية والدراسات الاسلامية، لتدريب المحاضرين الاندونيسيين في هذه المجالات، واخيراً وليس آخرا بدأ السودان تعاون بين المركزين الدبلوماسيين في البلدين في مجال تدريب الدبلوماسيين، واستطاعت السفارة ان توفر ثلاثة فرص تدريب لدبلوماسيين سودانيين في اندونيسيا، ويخطط المركزين لتوقيع اتفاقية ثنائية في مجال التدريب الدبلوماسي.
وهناك ايضا تعاون قضائي بين البلدين، جاء عقب زيارة ثلاثة وفود من الهيئة القضائية الاندونيسية الى السودان، ومن ثم فقد حضر رئيس القضاء السوداني الى اندونيسيا ووقع اتفاقية في مجال التعاون القضائي بين البلدين.
فيما يتعلق بالتعاون في مجالات اخرى فهناك التعاون الشرطي بين البلدين ، وتوجد في هذا الاطار قوة شرطية اندونيسية قوامها 140 شرطي اندونيسي في اطار قوات اليوناميد، التابعة للامم المتحدة في دارفور، وذلك للمساعدة في حفظ السلام والامن والاستقرار واستتباب الامن بصورة عامة في ربوع دارفور، واستطاعوا ان يكسبوا ثقة المواطن المحلي في دارفزر، لانهم مسلمين وعاداتهم وتقاليدهم شبيهة بعادات وتقاليد السودانيين، كما ان انطباع المسؤولين السودانيين عنهم انطباع جيد للغاية.
سونا: وماذا عن الجالية السودانية في اندونيسيا؟
سفير السودان لدى جاكرتا: عددها بسيط، ومعظم افراد الجالية السودانية يعملون في القطاع الخاص، ويعمل بعضهم في المعاهد السعودية والبعض الاخر في عدد من سفارات الدول العربية في جاكرتا، وعلاقتنا بهم ممتازة للغاية، فهناك اتصالات مستمرة وهناك ترابط وزيارات متبادلة، وتشركهم السفارة في جميع الانشطة الرسمية والخاصة، وتقوم السفارة بالتعاون مع الجالية بتنظيم رحلات اجتماعية خارج جاكرتا، كما نجحت السفارة بعد فترة ركود لتفعيل مكتب الجالية بعد انتخاب المكتب التنفيذي الجديد للجالية، كما استطاعت السفارة بالتعاون مع الجالية بالحصول على الموافقة الرسمية من السلطات الاندونيسية للسماح لافراد الجالية السودانية باندونيسيا على ممارسة نشاطهم بحرية والسماح لهم بانشاء دار للجالية وسط العاصمة الاندونيسية جاكرتا، كما تحتفل الجالية بالتعاون مع السفارة كل عام بذكري استقلال السودان المجيد.
سونا: علمنا ان هناك محاولة لانشاء مدرسة سودانية باسم سوركتي في جاكرتا؟
سفير السودان لدى جاكرتا: نعم الحمد لله ضربة البداية قد تمت فقد احتفلت الجالية بمباني سفارة السودان بجاكرتا بتدشين المدرسة السودانية باندونيسيا، بعد ان تمت الموافقة عليها من قبل السلطات الاندونيسية والسلطات السودانية بالتعاون مع مجلس الصداقة الشعبية العالمية، وهو مشروع ضخم سنبدأ بداية بسيطة ثم نرى فيما بعد لتطويرها باذن الله ، ولم نتفق بعد على اسمها فهناك من يرى ان نطلق عليها اسم مدرسة سوركتي وهناك من يرى ان نطلق عليها اسم المدرسة السودانية وكلا الاسمين مقبولين، واذا انشئت هذه المدرسة فان الكثير من الجاليات العربية وغيرها سيأتون بابنائهم اليها نسبة للسمعة الطيبة التي يتمتع بها السودان والسودانيين في هذه البلاد.
سونا: كلمة أخيرة؟
سفير السودان لدى جاكرتا: احي افراد الشعب السوداني فرداً فرداً، واحي ايضاً افراد اسرتي الكبير بكوستي ، كما احي افراد اسرتي الصغيرة ، واحي اخواني في وزارة الخارجية، واسأل الله ان يديم الامن والاستقرار على السودان واهله، واسأل الله ان يعطينا واياكم الصحة والعافية لكيما نقوم بتطوير وتفعيل العلاقات السودانية الاندونيسية الى آفاق ارحب خدمة للبلدين والشعبين الشقيقين.